sábado, 7 de julio de 2012

لستَ عربيا” يا حسن..


للعروبة معايير، وليس حسن بعربي، نعم، لست عربياً يا حسن ولن تكون، ماذا تعرف عن العروبة الحالية؟ وهل أنت كمثل أسياد القرار العرب يا سيد؟ لست عربياً يا حسن ولن تكون، إنزع عنك هذه الصفة وامضي، امضي كما أنت، امضي بثقة الواثقين بالنصر، بطموح الرابضين على التلال والمرابطين على الثغور، فلست مثلهم يا سيد حسن، لست عربياً كمثل عروبتهم.
كيف لك أن تكون عربياً مثلهم وأنت عبرت حسابات نفطهم و ثروتهم، عبرت عنها إلى ما هو أسمى منها، تجاوزت عراقيل طائفيتهم وزواريبها الضيقة فكانت العمامة لا شيعية فقط بل شيعية سنية عربية، عمامة حرية ومقاومة، لكنك تبقى مجرماً في حق العروبة المعاصرة،مجرماً بتهم عديدة لا تحصر، مجرماً بعدد حبات التمر التي اسماها المصريون باسمك في شهر رمضان، وكيف لا تكون أنت المجرم يا سيد ؟ المجرم في حق هؤلاء الحكام والملوك والزعماء، ألا تكفي جريمة نزع الشرف عنهم؟ جريمة نزع ورقة التوت التي لطالما سترت عوراتهم؟، لست عربياً يا سيد.
العروبة المعاصرة ليست ما فعلت وتفعل، ليست مقاومة وليست كتابة تاريخ! العروبة المعاصرة هي تصنيف مذهبي، هي تكفير بدل التفكير، هي سلف وتخلف بدل التقدم والتطور، أين أنت من هكذا عروبة؟ أليس إستئناف التاريخ جريمة؟ أليست إعادة طبع كتب التاريخ فضيحة؟ أين كنت أنت يا سيد ومن أين أتيت؟ من أين أتيت كابوساً على تجار القضية، لعنة على مزوري العروبة المنسية؟ أين كنت وكان أخر قادتهم صلاح الدين، وأخر انتصاراتهم بدراً وحنين؟ أين كنت وقد كانت شعوبهم تتعطش لقائد، لشخص القائد، لكاريزما القائد الغائب، ظنوا أنه عبد الناصر لكن عبد الناصر لم يكمل الطريق أو منع من ذلك، عادوا لسابق عهدهم، إلى أمجاد تاريخٍ مضى لكنهم بقوا فيه، وبقي الملوك والامراء على عروشهم، والرؤساء على كراسيهم يتغنون بالقضية وفلسطين على كل منبر وفي كل مناسبة، بينما يزحفون ليقدموا أوراق اعتمادهم لاسرائيل ومن يمثلها، أما الشعب، فمخدر بالخطابات أو كرة القدم أو النساء، خذ يا شعب من المال ما أردت ولكن انسى الملك، خذ يا شعب من القمع ما يقدر الأمن عليه، إياك أن تفتح فمك، إياك أن تنتقد الزعيم، أو تبحث عن القائد، من أين أتى حسن؟ من أين أتى هذا الرجل المستجد على العروبة المعاصرة؟ وكيف له أن يكون عربياً؟! كيف له أن يساوى بالعرب الحكام وهو من بإعتراف إسرائيل لم يأتي مثله ومثل رجالٍ حملوا معه الراية بعد؟
كلا، لست عربياً يا سيد، بل أنت صانع التاريخ الحديث منهي حلم إسرائيل الكبرى، أنت وادي الحجير ومارون الراس، أنت أب الشهيد وأخ الجريح، أنت نحن، ونحن أنت، كم من زعيم، ملك، أو رئيس يتماهى مع شعبه؟ كم من زعيم يفتدي الوطن بابنه؟ من يرضى أن تحجز حريته ليبقى شعبه حراً وأرضه محررة؟ من يشتمه الحاقدون فيضحك؟ وتقول لي أنك عربي كمثل العرب القادة؟ أم أن أبناءك كمثل ابنائهم؟ أين هادي وجواد من علاء وجمال؟ من ماهر وبشار؟ من أحمد علي عبد الله صالح؟ أين حسابك في المصارف، حسابك لا حساب حزبك، أين هو من مليارات مبارك والملوك؟ أين قصورك في باريس وعلى ضفاف أنهارها؟ وتريدني أن اعترف بك عربياً؟ كيف لي أن أفعل ذلك وفي كل مرة أراك فيها ارى في عينيك هلع الصهاينة، إبتسامة الشهداء وحنين الامهات إلى ابنائهم؟ من أنت بالنسبة لي؟ أنت كما المجاهدين المقاومين، أنت نصر ايار وتموز، أنت هازم غولاني واليغوز، أنت من تعهد بالنصر في ال ٢٠٠٠ ففعل، من وعد بالنصر في ال ٢٠٠٦ فصدق، من لم يترك أسراه لأي طائفة إنتموا في السجون، من لم يجعل من نفسه مقزماً في طائفته بل عبرها دائماً إلى الوحدة، لم يقاتل يوماً لأجل تفضيل طائفته على غيرها، بل طلب الحساب لها عند الخطأ، كم رصدوا من أموال وأبواق ليجعلوا منك مثلهم، هم يشدون بك إلى الأسفل وأنت ترتفع عالياً، كلما شدوا إلى مستواهم كلما ارتفعت، ارتفعت وتربعت على عرش قلوب مناصريك، وعلى نعش وقبور الصهاينة ومبغضيك، لكنك بقيت أنت، حسن نصر الله المقاوم أبو الشهيد، لم تتغيير، على الرغم من ملايينهم وشتائمهم.
لست مناصراً لحزب الله وربما اختلف معه كثيراً، لكن، أنت أكبر من حزب الله ومن زواريب العرب، أنت قائد النصر، مهما تطاولت عليك الأقزام، ستبقى أنت، وتبقى قافلتك تسير، قافلة التاريخ الجديد، قافلة تبعد عنك صفة القائد العربي، اقله القائد العربي العادي، لتجعل من نفسك رجلا” إستثنائيا” في زمان قلّت فيه الرجال…

بقلم أحمد م. ياسين (مدونة لبنانية من بيروت)

No hay comentarios:

Publicar un comentario