sábado, 7 de julio de 2012

حزب الله والشيعة : ابناء كربلاء وضحاياها

الشيعة والحسم صنوان متلاصقان ولكنهما ضدان لا يلتقيان ، يحسمون معاركهم إنتصارات بالدم أو بالسيف ، بالدم مقتولين دون أن يستسلموا أو بالسيف منتصرين، ولكنهم مع ذلك كانوا الخاسرين سياسيا على الدوام .
كانت ثورات التوابين والثقفي في القرون الهجرية الاولى نصرا عسكريا كبيرا مدفوعا بتضحية الحسين وشهادته، ولكن نظرة عدم القداسة التي تعامل بها زين العابدين مع الثورة وعدم قناعته بدنيوية أهدافها أعادت الامويين إلى قصورهم في ارض السواد.
في البحرين- القرن الخامس عشر الميلادي- الممتد من عمان إلى شرقي ما يعرف بالسعودية اليوم أغلبية شيعية خاضت معارك للحفاظ على إستقلالها الذاتي أو الناجز ولكن تلك الجماعات المنتصرة كانت تحول إنتصارها العسكري إلى هزائم سياسية بقبولها حكم أسر سنية مهاجرة لم تكن تلبث أن تسيطر على مقاليد الحكم حتى تبدأ بانزال الظلم برعاياها الشيعة كما حصل مع حكام البحرين الحاليين ومع ابناء مبارك الكبير في الكويت .
تاريخ العراق الحديث أشد وضوحا من اي تجربة شيعية أخرى، فقد قاد علمائهم ثورة العشرين ضد البريطانيين حتى أنهكوا الامبراطورية العظمى فلجأت تلك إلى منح الملك صلاحيات حقيقة أسست للحكم العربي المستقل في العراق فربح الشيعة الحرب ولم يطالبوا بالمكافأة فخسروا ما يقرب من قرن كامل من تاريخهم التالي حيث إضطروا بعد ذلك للقبول بصفة مواطني الدرجة الثانية تحت حكم يدين بالفضل لهم ولكنه أول من أنكرهم على صعيد الوظائف والتوزير والمنافع الدنيوية والتنموية والتعليمية .
في تاريخ الشيعة كثير من الرغبة بالحسم الثوري والعسكري ، والاكثر منها صفحات تمتليء بالخيبات السياسية ، لعله القدر أو النوستالجي الكربلائية التي تقاتل لأجل موت يشبه موت الحسين ، شهادة كاملة لأجل آخرين ولكن من رافضيهم ومعذبيهم ومضطهديهم، وفداء طوباويا خاليا من المقابل الدنيوي .
منذ تلك الحقبة وحتى إنتصار الثورة الاسلامية في إيران لم يحسم الشيعة معركة فاصلة لمصلحتهم ، بل كانوا في كل مرة يثورون ضد ظالم ينتهون بقبول التسوية وتحكيم غيرهم في رقابهم باسم قداستهم وزهدهم بالحكم تارة ، وباسم الامة الاسلامية مرات وباسم القومية والناصرية والبعثية والقضية الفلسطينية مرات ومرات.
بالشيعة قامت ثورة اليسار المسلحة في حرب السنتين، وبالشيعة إمتلك كمال جنبلاط قوة عسكرية، وبالشيعة تضخمت اعداد مقاتلي فتح وفتحت ابواب البيوت والقلوب للفدائيين في جنوب لبنان بعد خروجهم من الاردن ، فكانت النتيجة تسلط ميليشيات فتح والمنظمات على الجنوبيين حتى وصلوا إلى درجة الكفر بكل ما قاتلوا من أجله من قبل لولا أن عادوا إلى الجذر الكربلائي فكانت إنتفاضة النبطية في عاشوراء ضد المحتلين فكان منهم راغب حرب ويسار مروة وانور ياسين.
ليست صدفة أن أكثر الشيوعيين العرب إخلاصا لايديولوجية معركة ستالينغراد كانوا من الشيعة أكانو في لبنان أم في العراق.
كانت الثورة الايرانية كما وصفها أحدهم ، رصاصة قادمة من القرن الهجري الاول وأستقرت في قلب القرن العشرين، وتطلع الشيعة إليها لا بوصفها ثورة فارسية بل ثورة حسين جديد ضد يزيد جديد وحسينهم هذا – الخميني – حدد يزيد الجديد باسرائيل وأمريكا فانحاز إليه شيعة لبنان ، واما العرب فانحازوا ضد أنفسهم وشنوا على الحسين معركة كربلاء – قادسية صدام الاميركية – التي بذل من أجلها عرب الردة ملياراتهم السعودية الكويتية والاماراتية – وارواح رجالهم السودانية المصرية المغربية العراقية.
في لبنان التاريخي – بر الشام الغربي – إعتقد الشيعة أن الملك فيصل في الشام هو حسينهم المنتصر فوالوه لانه عربي في مواجهة القرار الفرنسي بانشاء إسرائيل مارونية – مطعمة بزعماء سنة على شاكلة الاقطاعي الانتهازي رياض الصلح ، فدفعوا ثمن موقفهم حرمانا تاريخيا لم يشفع لهم فيه رضاهم اللاحق بالوطن الممسوخ على قياس بطريركية .
ثم رأى الشيعة في السنديانة الحمراء وفي زعماء اليسار حسينهم ثم في ياسر عرفات حسينهم وخاب أملهم بالطرفين .
لم ينتمي الشيعة باعداد كبيرة إلى حزب العقيدة السورية القومية الاجتماعية في البداية ، صار انطون سعادة زعيم اغلبية كبيرة منهم في الخمسينيات بعد إغتياله فتحول إلى حسينهم السوري.
البناء النفسي للجماعة يختلف عن بناء نفسي لفرد قرر التضحية من أجل مبدأ أو وطن أو قضية في لحظة إعتناق أو حماس، يندر أن تتخذ جماعة قرار موحدا بالموت لأجل آخرين.
إنتحاريو القاعدة يموتون كرها لآخرين وحقدا عليهم فياتي الموت في سبيل موت المكروهين لا اكثر ولا أقل وفي مقابل مجزي هو نساء لا يمكن الحصول على متعتهن إلا بالموت، على الاقل هذا ما يعتقده إنتحاريو الكراهية والحقد.
عناصر حزب الله في لبنان حين ينتحرون يطلبون لقاء الحسين حبا بافكاره وبمن مات من أجلهم للتباهي . والاكثر غرابة أن طائفة بامها وابيها تريد الموت لاجل آخرين بدون وعي منها وبلا قرار متخذ.
ما يحدد مقدار التضحية المقبولة عند جماعة ما عن الآخرين ليس أمرا يأتي من دراسة منهجية لفكر سياسي معين، ولا هو وليد إعتناق مرحلي لفكر ومنطق عادلين، العطاء اللانهائي والموت في سبيل أن لا تنتصر ليس قرار حماسيا بل تصرف نفسي روحي يستند إلى ذلك الفهم اللاواعي لدور الشيعي كشيعي في الحياة ....شهادة لاجل الآخرين...
أضاع بري البوصلة في الاجتياح- 1982 - فرضي بما لم يرضاه شيعي قط بعد الحسين....الخروج من المعركة يوم كربلاء (أسطورة العلقمي مجتزأة وخيالية وتسحب تصرف فرد من حاشية خليفة على جماعة كانت بالعرف وفي الموقع في موضع الضد له)
كان الرد سريعا ومن حسين الايراني – الخميني – الذي أكد لتلك المجموعة التي زارته في بداية غزو لبنان – كربلائكم في قتال إسرائيل .
لم يقل لهم إنكم ستنتصرون ، ولم يقل لهم سنقاتل عنكم ، قال لهم سنعطيكم العدة واللوازم وأما الارواح التواقة إلى إستعادة مقتل الحسين فتلك منكم .
هل هي صدفة أن لا يقاتل الجنوب بعد هروب القيادات الفتحاوية ؟
لم يقاتلوا وبعضهم رش الارز على الجيش الغازي (حيث وقعت مجازر ميليشيات فتح ضد الجنوبيين مثل بلدة أنصار مثلا) لانهم لم يعرفوا الحسين هاربا ...الحسين يموت في أرض المعركة ولا يهرب ....
على عكسهم هرب أهالي بيروت السنة وزعمائهم من ياسر عرفات وطالبوه بالرحيل حين حاصرتهم الدبابات الاسرائيلية وكان صائب سلام ولا يزال يمثل رمز طرد ياسر عرفات من بيروت لان إسرائيل لم تدخلها إلا بعد أن رحل ومقاتليه بناء لطلب علني من تجمع سياسي ضم زعماء السنة البيارتة .
هل هي صدفة أن يقاتل الجنوب كما لم يقاتل العرب حين وجد لنفسه حسينا في المقاومة؟
يقول اليسار اللبناني أن السوريين وأمل منعوه من إستكمال المقاومة ، لقد منع حزب الله معهم وهرب أتباعه إلى الجبال لاجل أن يقاتلوا إسرائيل فرأى الناس فيهم حسينا فاعطوهم ما لا يعطيه عاقل .......ارواحهم والقتال فأنتصروا على أمل وعلى السوريين وعادوا إلى القرى الجنوبية منتصرين وأحرار في مقاتلة إسرائيل فهزموها .
هل هي صدفة ان يقاتل الشيعة ويقتلوا في الحرب الاهلية وحين توقفها بقرار اميركي – سوري – سعودي يقبل المقتولين واهاليهم بان تسند الصلاحيات إلى غيرهم والمنافع إلى غير مناطقهم ؟
هل هي صدفة أن يقبل الجنوبيون تدمير قراهم ومدنهم برحابة صدر لأجل عيني سمير القنطار ؟
وهل هي صدفة أن يكون لآل الحكيم اكبر جماهيرية في العراق عند سقوط صدام حسين ثم ينتهي وريثهم عمار لاجئا في السعودية ينكره حتى قائد قواته العسكرية ؟
وهل صدفة أن يقتل مقتدى الصدر خائنا هو عبد المجيد الخوئي فيتحول القاتل إلى أهم قائد شعبي شيعي في العراق ؟


هل هي صدفة أن يقبل الشيعة اللبنانيين برحابة صدر طردهم ومطاردتهم من الخليج ومن مصر إقتصاديا ومن كل الدنيا أمنيا ومخابراتيا لاجل فلسطين وحماس والجهاد ؟
ما لنا ولفلسطين لقال بعضهم خاصة بعد تجربة ابو عمار الفاشلة والمأساوية مع الجنوبيين.
كان في مصلحة الشيعة الدنيوية أن يوقفوا القتال وهم منتصرين في العام 2000، يومها كان يمكن للعالم كله أن يدفع مليارات وترليونات مقابل قرار واضح من حزب الله بترك السلاح، وكان يمكن للاميركيين وللسوريين ان يتفقا على تولية الشيعة كل لبنان كما تولاه الحريري مقابل وعد منه بانهاء السلاح وروح المقاومة ودورها .
كان يمكن لنصرالله ان يصبح زعيما أكبر لكل الطوائف ،وللدولة والجمهورية....
فقط إن ترك فلسطين وشأنها ولو ترك السلاح ومخازنه ، وكان يمكن للشيعة كجماعة طائفية في لبنان أن ينقلبوا على نصرالله وعلى حزبه مرتين....... في الالفين وفي الالفين وستة لانه لم يفعل، لولا تلك النوستالجي التي تسكنهم بيسارهم ويمينهم بملحدهم المعلن وبمؤمنيهم...........إنهم جماعة لا تريد الحياة إلا من أجل الآخرين ...إنهم المسيحيون الحقيقيون ...يحبون أعدائهم ويباركون لاعنيهم ، ويشحذون سكاكين ذابحيهم ....
ما كان للسنيورة أن يستمر في قهرهم سنين ثم ليقبلوا بتوليته من جديد لولا تلك الروح الكربلائية التي لا ترى في الانتصار منافع ومتاعا ودنيا ، وما كانوا ليقبلوا بسعد الحريري رئيسا لحكومة هم أولى بها وهم من مكنها من بناء ما بنته بتحريرهم لبنان من نفوذ الاطلسي أولا ومن إسرائيل ثانيا ...
لو قتل الشرتوني بشيرا ولم يجتاح ذاك الانتحاري مركز المارينز في المطار لبقي الشرتوني يتيما شعبيا.
ولو قتلت لولا عبود ولم ينتفض الجنوبيون في جبشيت وفي معركة وفي الشريط في ايار لماتت لولا ليحيا كريم مروة في قصر قريطم
والياس عطا الله في بكركي


إسرائيل لم تهددها في وجودها تضحيات حزبية كبيرة ومعطاءة ، هي تموت رعبا من جماعة بامها وابيها تلعب دور اسباطة وكربلاء في الوقت عينه ، قتال من يتوق للحياة الباذخة بعد الانتصار ، وصمود حتى الموت لاجل اللحاق بالحسين في السماء .... المشكلة الاكبر أن هذا الارث الشيعي بدأ يبث ذبذباته المعدية إلى ملايين العرب بدءا من فلسطين

No hay comentarios:

Publicar un comentario