domingo, 8 de julio de 2012

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والحرب النفسية

خاض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نصف الحرب النفسية بالكلمات والعبارات التي حرص على انتقائها خلال إطلالاته الإعلامية. وبلغ تفاعل جمهور المقاومة مع خطابه حدّاً صارت معه تعابير وجهه ونبرة صوته محلّ تحليل ومبعث طمأنينة أو قلق، تبعاً لحالته. وفي الجهة المقابلة، رصد الجمهور الإسرائيلي خطاب نصر الله من باب الثقة في صراحته، مقارنة مع التعمية الذي مارستها القيادة الإسرائيلية إزاء مجريات الحرب. أهمية وقع كلمات السيد حسن نصر الله دفعت السلطات الإسرائيلية ووسائل الإعلام الغربية إلى تخصيص مساحة لتحليل شخصية الأمين العام لحزب الله والرمزية التي أصبح يمثّلها في العالم العربي والإسلامي.طاقم استخبارات إسرائيليّ رصد حركة يدَيْ « السيّد » ولغة جسده...« هل أثّر المكوث الطويل تحت الأرض على مزاجه ؟!!.. هل يخشى على حياته أم أنّه يواصل الإيمان بالنصر ؟!!.. ماذا يخطّط لما بعد الحرب ؟!!.. أسئلة طرحتها صحيفة « يديعوت أحرونوت » في معرض تحقيق بعنوان : « الخبراء الذين يدخلون رأس نصر الله »، كشفت فيه عن تأليف السلطات الإسرائيلية طاقماً من 15 فرداً بين محلل استخبارات ومستشرق وعالم نفس لتحليل شخصية نصر الله، و« إعداد بروفيل متجدد له ». واستند فريق الخبراء هذا إلى جملة معطيات، من بينها لغة الجسد وحركة اليدين وتعابير الوجه.كذلك أجرى الباحثون، بحسب « يديعوت »، مقارنة بين ظهور « السيّد » بُعيد أسر الجنديين وخطاباته إبان الحرب.أولى ملاحظات أحد الخبراء في الفريق الإسرائيلي أن : « نصر الله شخصية تعيش على الإعلام » وأنه : « شخص يستعدّ جيداً لظهوره ».الملاحظة الثانية تعزز ما أعلنه السيد بخصوص أن حزب الله لم يكن ليأسر الجنديين لو علم أن حرباً ستحصل بسبب هذا الأمر؛ يقول فريق إعداد « بروفيل » نصر الله : « كلما طالت الحرب كان نصر الله يبثّ الانطباع بأنّ : ليس هذا ما خططتُ له ».وإلى هذه النقطة يشير أحد الخبراء الإسرائيليين بالقول : « منذ خطابه الأول، تحدث عن مفاوضات وعن صفقة التبادل. نصر الله استعدّ لحملة ضربة واحدة؛ اختطاف، مفاوضات طويلة ومضنية، وصفقة ».من جملة الخلاصات التي خرج بها الخبراء النفسيون الاسرائيليون أيضاً أن :- نصر الله هو : « رجل فهيم على نحو مدهش ».- ليس على نصر الله : « علامات خوف من الموت ».- نصر الله مقتنع بأن له مستقبلاً، لكن عليه أن يتصدى للتحدي الذي وقع أمامه فجأة.- نصر الله لا يعدّ نفسه لبقاء طويل في مقرّه تحت الأرض.وتجدر الإشارة إلى أن أحد المشاركين في رصد ملف السيد وتحليله، لفت إلى : « الفارق بين طريقة التحليل في وكالة الاستخبارات الأميركية وطرق التحليل الاستخباري في إسرائيل؛ إذ يكتفي الأميركيون بتحليلات نفسية بالنسبة إلى شخصية معينة لكونها محور تقدير. أما عندنا، فالبروفيل أكثر تعقيداً ويستند إلى صورة استخبارية شاملة، للجانب النفسي ولغة الجسد فيها وزن معين، لكن لتحليل التصريحات والمقارنة بين الماضي والحاضر وزن أكبر ».شهادة إسرائيلية أخرى أدلى بها الصحافي داني روبنشتاين، في صحيفة « يديعوت » أيضاً، بقوله، قبل أسبوع من إعلان وقف إطلاق النار، إن : « حسن نصر الله هو شخصية عظيمة، تشخص لها أبصار الفلسطينيين والشارع العربي، بدرجة تفوق عبد الناصر في زمنه. عبد الناصر صمد في حرب حزيران ستة أيام، أما حسن نصر الله فهو يحبس رُبع سكان إسرائيل في الملاجئ منذ أربعة أسابيع ».من جهة ثانية، ركزت الصحف البريطانية على شخصية السيد باعتباره : « رمزاً للمقاومة ضد إسرائيل في ربوع العالم الإسلامي »، بحسب صحيفة « الإندبندنت » الصادرة في الثاني من آب 2006.ورصدت الصحيفة البريطانية المراحل المختلفة التي مرت بها هذه « الشخصية الكاريزمية »، والتي هي « مزيج من القومية والتدين »، إذ ترى « الإندبندنت » أن نصر الله قد تحول بفعل الهجوم الإسرائيلي على بلاده « من مجرد الزعيم الأكثر أهمية في الطائفة الشيعية في لبنان إلى القائد الذي نجا من كل المحاولات الإسرائيلية لقتله واستئصال حزبه، فغدا بطلاً في طول العالم العربي وعرضه ».بدورها، رأت صحيفة الـ« تايمز » في السيد « رجل اللحظة الذي صعد نجمه على أنقاض الأبنية التي دمرتها القنابل الإسرائيلية الغبية وحطامها ».في التاسع والعشرين من آب الماضي، وإلى جانب صورة كبيرة للأمين العام لحزب الله، نشرت « دايلي تلغراف » تقريراً تحت عنوان : « نجم الشاشة نصر الله يؤثر في الناس من كل الأطياف في لبنان »..ورأت الصحيفة أن نصر الله أصبح : « أحد أكثر القادة إثارة للإعجاب في الشرق الأوسط »، مبدية إعجابها بإشارته، خلال المقابلة مع تلفزيون الجديد « العلماني » إلى عدم القيام بعملية الأسر لو كان لدى الحزب أدنى احتمال لمواجهة مثل هذه الحرب، وحق الجيش اللبناني في نزع سلاح أي شخص يصادفه في الجنوب، واستبعاد أي نية لديه أو لدى الجانب الإسرائيلي في خوض جولة ثانية من الحرب.ونقلت الصحيفة انطباعات لبنانيين شاهدوا المقابلة؛ فقال أحدهم إن : « الناس يصدقونه، فبخلاف جميع السياسيين الآخرين، هو ليس بكذاب ».أما « الإندبندنت » فوصفت مقابلة السيد مع مديرة الأخبار في تلفزيون الجديد مريم البسام بأنها : « غير عادية، للأسباب نفسها التي أوردتها « دايلي تلغراف ».وتابعت الصحف البريطانية تسليط الضوء على موقع السيد بعيد الحرب، فقالت الـ« غارديان »، في 26 آب، إن : « صور نصر الله تنتشر في شوارع رام الله »، ذلك لأنه : « يقول وينفّذ، وهو أمر غير معتاد بين الزعماء العرب ».من جانبها، ركزت صحيفة « فاينانشنال تايمز » على : « معانقة الشارع العربي السنّي للبطل العربي الجديد حسن نصر الله، الذي يُضعف بجاذبيته رسالة أسامة بن لادن في الشرق الأوسط ».وإلى جانب مقال بعنوان : « حزب الله أعاد رسم خريطة الشرق الأوسط »، نشرت الصحيفة رسماً كاريكاتورياً لمجموعتين من الاشخاص، شيعة وسنة، بينهما شرخ تسدّه صورة كبيرة للسيد نصر الله، في إشارة إلى تقريبه بين المذهبين من خلال جهاده ضد إسرائيل.وفي السياق، تطرقت الصحيفة إلى الفتاوى التكفيرية التي أصدرها : « مشايخ سعوديون وهابيون اضطروا لتغيير رأيهم بعد انتصار حزب الله ».أيضاً، تطرقت وحدة التحليل في « الإيكونوميست » إلى الرمزية التي صار يمثلها السيد نصر الله حيث : « نجح في توحيد الشيعة والسنة في الشرق الأوسط، الأمر الذي لم يستطع بن لادن فعله ». كذلك، بعث نصر الله « الأمل مجدداً بقيام نهضة اسلامية لدى الشباب العربي »، بعدما وضع لبنان « حدّاً للقوة الإسرائيلية ».بدوره، خصّص معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى حيزاً في تقويمه للحرب لصورة السيد الذي كان خطابه عقب التحرير في بنت جبيل عام 2000 : « محورياً في اندلاع الانتفاضة الفلسطينية »، إلى درجة أن مصطلح « شبكة العنكبوت » أصبح التعبير المجازي المفضل لدى حزب الله لوصف القوة الإسرائيلية. وقد عززت تصريحات المسئولين الإسرائيليين عمق انزعاجهم من هذا الخطاب، إلى حد أن آلة الحرب قررت دخول البلدة الجنوبية لكسر إرادة المقاومة !!ويتابع معهد واشنطن أن نصر الله : « يصوّب باتجاه قدرة الردع الإسرائيلية » وهو ما أسفر عن « حساسية مفرطة لدى الحكومة الإسرائيلية ».صحيفة « واشنطن بوست » الأميركية اختصرت الكلام عن الأمين العام لحزب الله بالقول : « بعمامته وطلعته، نصر الله هو أكبر أسرار حزب الله على الإطلاق ».ــــــــ المصدر ــــــــاعتمدت هذه المقالة على عدد من المصادر، أهمّها : "يديعوت أحرونوت"، "التايمز"، "الدايلي تيليغراف"، "الإندبندنت"، "فاينانشال تايمز"، "الإيكونوميست"، و"معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى".دعواتكم لسماحة السيد بالحفظ و التمكين و رجاله الشرفاء كذلك

No hay comentarios:

Publicar un comentario